الثلاثاء، فبراير 15، 2011

صيف غريب (من تأليفي)

أنا فتاة عادية أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وأعيش حياة ليس فيها ما يشد الانتباه أو ما يجعلها مثيرة ,حتى جاء ذلك اليوم الذي تغير فيه كل شيء وتغيرت معايير الحياة لدي ,نعم تغير كل شيء .
في يوم كان عادي كباقي الأيام خرجت مع أفراد عائلتي المكونة من أبي وأمي وأخي الصغير,خرجنا في رحلة بحرية إلى أحد البلدان التي تمتاز شواطئها بجمالها ولونها الذهبي وكان هدفنا من هذه الرحلة الاستمتاع بالصيف ونسيان حرارته .
في ذلك اليوم كنت مع أسرتي على ظهر الباخرة مع عدد كبير من الركاب وكانت الرحلة في غاية الروعة وكان منظر البحر جميل وكان كل شيء يسير على خير ما يرام حتى هبت عاصفة غير متوقعة وما لبثت حتى ازدادت العاصفة هيجاناً وازداد ثوارانها وفقد الربان السيطرة على الباخرة ورأيت الكل ينجرف من على السفينة إلى أعماق البحر,كان المشهد في غاية الترويع والتخويف والحزن عندما رأيت والدي وأخي الصغير وينجرفون مع من انجرف,أما أنا فعندما رأيت المشهد أغمي علي ولم أوعى بحالي إلا في بيت صغير في قرية ساحلية صغيرة, هنا بدأت حياتي الجديدة في هذا البيت.
استيقظت وكان كل شيء مختلف,كانت الوجوه مختلفة فقد كانت ملامحهم شرق أسيوية وتيقنت ذلك عندما تحدثوا مع بعضهم بلغة لم أفهمها فشعرت بخوف شديد,لكن من حسن حظي أنهم كانوا يجيدون اليسير من اللغة العربية وقد أدركوا ذلك من ملامح وجهي العربية , تقدمت إلي امرأة كبيرة في السن وتكلمت معي بكل هدوء وحنان فشعرت بشيء من الأمان والراحة.سألتها ما إذا كان قد نجا أحد من تلك الكارثة ,فأجابوني بما تفطر له قلبي حينما أجابتني قائلة:يا بنتي أنت الناجية الوحيدة حتى الآن عندها شرعت بالبكاء ولم أتوقف حتى قالت لي : لكن هنالك أمل فخفر السواحل مازالوا يبحثون عن ناجين عندها تمنيت لو أن أهلي هم الوحيدون الناجون صحيح أن هذه أمنية أنانية لكنني في وقتها لم أفكر في ذلك.

يتبع...

ليست هناك تعليقات: