الثلاثاء، يناير 21، 2014

ضحى قلبي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

هذه الأيات كفيلة بأن تضيء لي يومي وتأخذني من حال الإحباط والغرق في مستنقع اليأس حال من التفائل وتوصلني إلى شط الأمان!
إنها سورة الضحى ياسادة ...
من بدايتها *الضحى* حيث يتبادر إلى ذهني شروق الشمس ولطافة الجو وقمة النشاط.. وهذا بدوره كفيل بأن يعيد إلى النفس نشاطها...
*والليل إذا سجى* وعلى إختلاف المفسرين بين أن المقصود قدوم الليل أو إدباره أجد في التفسير الأول هدوء الليل وفرصة مناجاة الله الواحد الأحد في ثلثه الأخير من الليل وفي التفسير الثاني الأمل بإنقشاع الظلام والمصاعب وأن لابد لليل من أن ينجلي!
*ما ودعك ربك وما قلى* ويالها من آية لا تحتاج إلى تفسير ولا تأويل، تشعر وتتلمس قرب الله منك وأنك في معيته وتحت ملكوته ورحمته.. 
*وللأخرة خير لك من الأولى* ما عند الله دائما خير وأبقى وما أخذ منك إلا ليعطيك تلك هي المعاني التي تتملكني من هذه الآية...
*ولسوف يعطيك ربك فترضى* ما أجملها وما اجلها هذه الآية ، كفيلة بأن تقلب موازين يومك وتقضي حياتك وأنت فرح بما أعطاك الله وترجو مزيدها ...
*ألم يجدك يتيما فآوى* ومن منا لا يشعر أحيانا بأنه يتيم في هذه الدنيا ليس له سوى الله يلجأ إليه عندما لا تسعه الدنيا ولا تحتويه القلوب سوى رحمة ربه وعطفه عليه؟!
*ووجدك ضالا فهدى* يالله نضل فتهدينا ليس لنا سواك فارحمنا وردنا إليك ردا جميلا..
*ووجدك عائلا فأغنى* يا رب أغننا بفضلك عمن سواك وارزقنا الحلال الطيب وافتح لنا أبواب رزقك وأسبل علينا ثياب العافية والصحة..
*فأما اليتيم فلا تقهر*وأما السائل فلا تنهر* هنا أدرك أنه ينبغي ألا نقهر اليتامى وألا ننهر من يسأل فكلنا معرضون لليتم بك أنواعه بما فيه يتم العاطفة والمحبة وجميعا معرضون لأن نسأل وغن لم يكن السؤال عن المادة قد نسأل العطف والرفق والحنان! فلا نقهر لكي لا نُقهر ولا ننهر كي لا نُنهر والدنيا دوارة!!
*وأما بنعمة ربك فحدث* ربي أوزعني أن أشكر نعمتك علي وأن أعمل صالحا .. ربي لك الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه ولك الشكر حتى يبلغ الشكر منتهاه...

أحبتي أريتكم كيف يكون شعوري وكيف تكون لذتي وانا أقرأ هذه السورة العظيمة .. هكذا أرى نفسي أبحر في ملكوت الله .. إنها ضحى قلبي عندما يشرق شمس الإيمان واليقين في قلبي فيترجم ذلك في يومي وسائر حياتي..

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همنا وغمنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا، اللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا

ليست هناك تعليقات: