الأحد، ديسمبر 29، 2013

عبور ذكرى!

عندي أنا لا تقتصر الذكرى على مجرد عبور لها، ولا على بعديها من وقت ومكان، بل أنتقل عندها ومعها إلى بعد ثالث حيث أشقلب في دوام من الحيرة سببها الأفكار التي تراودني !
فمثلا _أتذكر طفولتي بدون سابق إنذار فأتذكر ذلك الصديق الذي ربما لم أعد أتذكر أسمه أتذكر ضحكاته، همساته ، بكائه وخوفه من أن تقع المسطرة الخشبية الطويلة على يديه ! أتذكر فقط من كل ما قضيته معه من شهور يوم واحد فقط لكن بأذق تفاصيله حتى أكاد أجزم أنني إذا مررت من قربه فسأعرفه من رائحته ومن إحساسي فقط (فلمن لا يعلم روائحنا بصمة كما بصمات الإصبع لا تتكرر مرتين!) استنادا على ذكريات هذا اليوم الوحيد.
هنالك ذكريات تغيب عني سنينا لكنها حين تأتي تذكرني بكينونتي وكيف كانت أحلامي وتطلاعاتي تذكرني بمدى أهميتي عندهم وعند نفسي، وهنالك تلك التي عندما أتذكرها أشعر بالراحة لأنها رغم قساوتها وشدتها إلا أنني أفهم أنه كما ذهبت تلك الأيام ستذهب غيرها وستبقى مجرد ذكرى.
أحيانا أخرى عندما أتذكر شيئا أضيف إليه من مخيلتي أشياء لم تحدث لا أدري لماذا لكنه بالنسبة لي أمر ممتع بعض الشئ ، لا أخلط بين الحقيقي والخيال ولكنني أمزجهما بطريقة تجعلهما كأنهما شيء واحد!
وأستغرب أحيانا من نفسي كيف يمكن لي أن أنسى ذكريات جميلة ورائعة ولا أتذكرها إلا نادرا بينما هنالك من الذكريات المؤلمة التي تبقى ملازمة لي سنينا عديدة!
وأستغرب كيف أنني أتمتع بقدرة أنه يمكن أن يعيش المرء ذكرياته وماضيه ويذهب إليها بعقله وينسى وجوده في حاضره لدقائق كفيلة بأن يكون قضاها في ماضيه سنينا!
الكلام عن الذكيات يطول والذكرى تفتح بوابة الذكرى التي تليها أو تسبقها ونظل نسير في متاهة ذكرياتنا حتى يصفعنا الواقع فنتألم ونلوم الواقع على هذا الألم!
أعتقد أنني اليوم كما في اليومين الماضيين أسرفت في التذكر والإبحار في ذكرياتي (الجميلة منها طبعا! :) )
لذا أقول لكم ولنفسي لنتذكر ولنتمتع بذكرياتنا ولنفخر بها الجيدة والسيئة منها فهي شئنا أم أبينا صنعت حاضرنا .. لكن بإعتدال!

أحبكم ^_^

ليست هناك تعليقات: